روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | العولمة.. والمرأة السعودية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > العولمة.. والمرأة السعودية


  العولمة.. والمرأة السعودية
     عدد مرات المشاهدة: 2951        عدد مرات الإرسال: 0

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، ليس بجديد على أحد أن المرأة المسلمة هي أحد أهم وأخطر ميادين الحرب الفكرية المعلنة والخفية بين الغرب وبين أمة الإسلام.

وليس بجديد على أحد أن الغرب قد حصل على كثيرِ مما يريد، ونظرة واحدة على القنوات الفضائية وعلى الأفلام والمسلسلات تجد مصداقاً لهذا، بل نظرة واحدة على الشوارع والطرق والجامعات والمدارس تجد مصداقاً لهذا.

ولكن الناظر في هذه الأماكن لن يخفى عليه أيضاً مظاهر عودة كثير من النساء إلى الالتزام بالشرع، ومن أوضح مظاهره الحجاب والنقاب ليس في بلاد المسلمين فحسب، بل في أوربا نفسها، ومن أجل هذا قامت كثير من المعارك حول هذا الحجاب هنا وهناك.

ومن بين المجتمعات الإسلامية يبقى المجتمع السعودي هو أكثر المجتمعات الإسلامية تماسكاً في شأن المرأة من الناحية الظاهرية على الأقل، وإن كنا نعلم أن وجود الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام لابد وأن يكون الشيطان قد أخذ حظه ونصيبه من المرأة السعودية كما أخذه من غيرها، إلا أن وجود الإلزام بالحجاب يقلل ذلك الشر ويجعله مستتراً غير فارض نفسه على واقع الشباب ولا مغرياً لباقي الفتيات بالتقليد.

وعلى هذا فلا عجب في أن ترى اهتمام منظمات المجتمع الدولي بأمر المرأة السعودية هل يسمح لها بقيادة السيارة أم لا؟ علماً بأن فتوى العلماء هناك بعدم الجواز وهي الفتوى التي قوبلت بقدر كبير من التهكم والسخرية.

على الرغم من أن كل من زار السعودية وعرف طبيعة الطرق هناك يعلم أن لهذه الفتوى قدر كبير من الوجاهة وإن كان لا يلزم أن تكون الفتوى كذلك في كل مكان، والأهم من هذا هو: ما شأن منظمات المجتمع الدولي في فتوى شرعية أصاب أصحابها أم أخطئوا؟

وحيث أن العولمة التي تعني عند أصحابها أن يحكم العالم كله بواسطة قيم الحضارة الغربية وعن طريق منظمات يدعى أنها محايدة، بينما هي في واقع الأمر ألعوبة في أيدي الدول الكبرى.

وحيث أن العولمة قد طبقت في أوضح صورها حتى الآن في مجال الرياضة عبر الاتحادات الدولية للألعاب المختلفة وعبر اللجنة الأولمبية حيث تفرض هذه الهيئات شروطها على الاتحادات المحلية التابعة لها وترفض أي نوع من وصاية الدول على اتحاداتها، بل لا وصاية للاتحاد القاري ومن بعد الدولي، ومن هذا المنطلق رأوا أن غزو المرأة السعودية من باب الرياضة أسهل وأسرع.

وكان من أوائل هذا أن قامت بعض السعوديات المنحرفات باستغلال حالة الانفتاح في قطر أثناء بطولة كأس الخليج، وقمن بارتداء ملابس فاحشة التبرج على النمط الغربي وذهبن إلى المدرجات وهن يرفعن العلم السعودي، مما جعل العالم المتحضر يرقص فرحاً لهذه الخطوة فهاهو أخيراً يظفر بالمرأة السعودية، وإن كان خارج ديارها.

واستثماراً لهذا الحدث لوحت الجنة الأولمبية بإمكان شطب السعودية من عضويتها إذا استمرت على رفضها للسماح للسعوديات بممارسة أنواع الرياضة المختلفة، وحيث أن وقع التهديد بالشطب من اللجنة الأولمبية أشد على كثير من دعاة المدنية الحديثة من التهديد بحرب نووية شمر بعض السعوديين عن ساعد الجد جاعلاً شعاره:

"أتشطب السعودية من اللجنة الأولمبية وأنا حي".

وبناء عليه قامت إحدى الجامعات السعودية بتنظيم دورة نسائية في رياضة كرة القدم، وما ندري ما سيأتي بعد فالأيام حبالى يلدن كل عجيبة.

فيا دعاة الإسلام في العالم الإسلامي كله حذروا المرأة السعودية مما يراد بها، وحذروا أبناء السعودية مما يراد بنسائهم، لأن ثبات أي مجتمع مسلم على بعض أخلاق الإسلام هو رصيد للأمة الإسلامية بأسرها.

الكاتب: عبد المنعم الشحات

المصدر: موقع صوت السلف